هل تحمي قوانين الملكية الفكرية الإنتاج الإبداعي للذكاء الإصطناعي؟
" أيدا AI-DA" أول روبوت فنان ابتكره مهندسان مصريان
بالأمس استضافت ندوة “أرت دي إيجيبت” مهندسين مصريين قاما بتطوير أول روبوت فنان باسم “أيدا”.
ويعد “أيدا” أول روبوت فنان واقعي في العالم، وقد كان المخترع البريطاني “إيدن ميلر” هو صاحب الفكرة والمصمم للهيكل الخاص لجسم الروبوت، بينما قام الشابان المصريان، وهما لا يزالان طلاباً جامعيين في كلية الهندسة الإلكترونية والكهربائية في جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، بتصميم يد جديدة تماماً للروبوت وتطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي عليه، فطورا نظام تحكم ينتج مساراً لذراعها حتى تستطيع الرسم، بناءً على تفسيرها، من خلال كاميرات خاصة بأعين الروبوت وتحويله لعمل فني.
وهنا يُثار التساؤل القانوني الهام وهو: هل تحمي قوانين الملكية الفكرية الإنتاج الإبداعي للذكاء الإصطناعي؟
فقد نتج عن التنامي الملحوظ لإستخدامات الذكاء الإصطناعي وتقنيات التعلم الألي في العديد من المجالات الإبداعية إلى خلق إشكالية قانونية وفجوة تشريعية دولية ومحلية فيما يتعلق بصاحب حقوق الملكية الفكرية على الناتج الإبداعي لهذه التقنيات، فمثلاً أصبح يتم إستخدام الذكاء الإصطناعي مؤخراً في كتابة المقالات وتحليل البيانات والتوصل لنتائج وقراءة تعابير الوجه وتحليل النمط السلوكي للإنسان، وأيضاً الفن والرسم الإبداعي مثل روبوت " إيدا".
فإذا كانت قوانين الملكية الفكرية تحفظ حقوق النِتاج الفكري والأدبي إلى الإنسان البشري فماهو هو الوضع بالنسبة إلى الذكاء الإصطناعي!؟
تزايدت مؤخراً مطالبات شركات برمجة الذكاء الإصطناعي بإنتساب حقوق الملكية الفكرية للأعمال الإبداعية الناتجة عن الذكاء الإصطناعي الذي يقومون ببرمجته إلى أنفسهم وتخويلهم وحدهم حقوق الملكية الفكرية لهذه الأعمال.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الموضوع كان قد أثاره مؤخراً المجلس الأعلى للثقافة في ندوة رائعة تحت عنوان: "الذكاء الاصطناعى والملكية الفكرية" والتى نظمتها لجنة الملكية الفكرية مع لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية، وحاضر فيها كلا من: الدكتورة دعاء شوقى الأستاذة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، والدكتورة ريم بهجت الأستاذة بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة القاهرة وعقب عليها كلا من:الدكتور حسام لطفى رئيس قسم القانون المدنى بكلية الحقوق جامعة بنى سويف، والمستشار عمرو شكرى القبطان القاضى بالمحكمة الاقتصادية وخبير جرائم أمن المعلومات والملكية الفكرية، وأوصت الندوة في ختامها بضرورة قيام مجموعات مكونة من قانونيين وفنيين بدراسة هذا الموضوع ومحاولة اقتراح قوانين جديدة تستطيع تنظيم هذا النوع من الإبداع.
الندوة متاحة في أول تعليق لمن يريد أن يتعرف على هذا الموضوع الجديد المحير والذى سيكثر التعرض له فى المستقبل القريب جداً.
مصطفى جمال
11 فبراير2021
تعليقات
إرسال تعليق