التكنولوجيا بترول العصر





زي ما احنا عارفين إن بعد الثورة الصناعية بقى البترول هو عصب الإقتصاد العالمي، وأهلم سلع الطاقة الإستراتيجية اللي بيتوقف عليها اقتصايات الدول، ولاحظنا طبعاً ازاي قدرت الإكتشافات البترولية في بعض الدول العربية تغيير خريطة الإقتصاد العربي، وبعد ماكان الإقتصاد المصري من أقوى اقتصادات الدول العربية خلال فترة ازدهار زراعة القطن والقمح، بقت العمالة المصرية بتتنقل مع الاكتشافات البترولية من العراق للسعودية لليبيا للكويت للامارات..إلخ.
البترول قدر ينقل الدول الخليجية في مكان تاني خالص خلال فترة قليلة جداً والإقتصاد بتاعها قفز قفزة محدش يتخيلها خلت كلمة (ثري) ترتبط في أذهاننا بأي حد خليجي.
طب تعرف إننا حالياً وبعد الثورة الصناعية الثالثة والرابعة القائمة على التكنولوجيا بقت التكنولوجيا الرقمية تأثيرها على إقتصادات الدول أقوى بكتير جداً ويفوق أضعاف تأثير البترول!
في 11 نوفمبر 2020 أعلنت شركة Ali Baba للتجارة الإلكترونية أنها حققت مبيعات على منصتها الرقمية بقيمة 75 مليار دولار في اليوم دا فقط.. متخيل الرقم !! ولما نيجي نقارن بأكبر شركة بترول في العالم وهي شركة أرامكوا السعودية هنلاقي أنها بتنتج في اليوم الواحد حوالي 10 مليون برميل وبما إن سعر البرميل لايتجاوز 50 دولار يعني بتحقق مبيعات أقل من نصف مليار دولار في اليوم الواحد .. شايف الفرق!
التكنولوجيا الرقمية والاقتصاد الرقمي دلوقتي بقى هو عصب الإقتصاد العالمي، ولنا نيجي نشوف الصراع الحالي دلوقتي بين أمريكا والصين هنلاقي إنه بسبب التنافس الكبير بينهم في الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية، الدولتين دول عارفين إن في الوقت الحالي من يملك التكنولوجيا يملك المال وبالتالي يملك العالم، عشان كده كل دولة منهم بتحاول توقع أكبر الشركات التكنولوجية للدولة التانية زي واقعة شركة هواوي المعروفة.
لو هنيجي نشوف مين هما أكبر الشركات في أمريكا هنلاقي إنهم أمازون وتسلا ومايكروسوفت وجوجل وفيس بوك.. وأصحاب الشركات دايما بيكون التنافس بينهم حول أغنى رجل في العالم زي إيلون ماسك صاحب تسلا و جيف بيزوس صاحب أمازون، لما تيجي تركز هتلاقي إن كل الشركات دي شركات تكنولوجية لا هي شركات بترول ولا شركات سيارات زي جينرال موتورز.
الإقتصاد الرقمي دلوقتي في أمريكا بقى بيشكل نسبة 22% من حجم الإقتصاد الأمريكي، وفي الصين حوالي 30% من حجم الإقتصاد الصيني.



الصورة الموجودة دي بتوضح الفرق بين حجم الإستثمار في التكنولوجيا في العالم في 2009 وحجم الإستثمار في التكنولوجيا في 2018، هنلاحظ إن في 2009 كان 16% وكان الاستثمار في البترول 36% أما في 2018 فالاستثمار في التكنولوجيا بقى 56% والاستثمار في البترول بقى 7%
الإستثمار في التقنيات التكنولوجيا دلوقتي بقى في أزهى عصوره وبقى العالم كله بيتجه لدا وبقوه، يعني مثلا زمان كان الناس بتفضل تستمثر في الدهب عشان أكثر أمان، دلوقتي ومن كام يوم بس حجم الإستثمار في البيتكوين قرب يفوق الدهب، بالتالي ثقافة المستثمرين نفسهم بقت تتجه إلى التكنولوجيا بعد حجم الأرباح الرهيبة اللي بقت بتحققها.
تخيل إن الاستثمار في تقنية إنترنت الأشياء IOT كان في 2015 بيشكل نسبة 5 مليار دولار، وفي 2020 وصل إلى 50 مليار دولار خلال 5 سنين بس ومتوقع إنه يوصل إلى 20 تريليون دولار خلال 2030.
حجم الاستثمار في تقنية البلوكتشين Blockchain متوقع إنه يوصل 3.1 تريليون دولار خلال 2030 أي أكبر من اقتصادات الدول العربية مجتمعة.
وحجم الإستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي AI متوقع إنه يوصل 22 تريليون دولار خلال 2030،
ومتوقع أن حجم الإستثمار في كل التقنيات التكنولوجية يوصل لحوالي 60 تريليون دولار خلال 2025 أي ثلثي الاقتصاد العالمي حالياً.


الإقتصاد الرقمي بقى هو عصب الإقتصاد العالمي، والدول اللي تدرك دا هي اللي هتحجز لنفسها مرتبة متقدمة بين دول العالم، بالتالي محتاجين من الحكومة المصرية أنها تكثف جهودها أكتر في تشجيع المستثمرين على الاستثمار التكنولوجي والرقمي، محتاجين نشجع رواد الأعمال والشباب ونعزز من ثقافة الإقتصاد الرقمي بينهم، ودا طبعاً بالتوازي مع ضرورة وجود بنية تحتية قوية نقدر نجذب من خلالها المستثمرين وحزمة تشريعات ومبادرات وحوافز استثمارية أكثر للمستثمرين في القطاع التكنولوجي، وطبعاً لازم نفعل دور حاضنات ومسرعات الأعمال للمشروعات التكنولوجية لاستقطاب أفضل الأفكار ورعايتها زي مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال Tiec
وأخيراً لازم نعرف إن الإقتصاد الرقمي قادرعلى النهوض بالدولة بتأثير يفوق أضعاف الاكتشافات البترولية وأي صناعة أخرى، لازم نستغلها كويس ونضع خطة استراتيجية قوية ومحكمة للوصول لأقصى نسبة ممكنة من الإقتصاد الرقمي في مصر خلال الفترة القادمة.
مصطفى جمال

15 فبراير 2021 

تعليقات

المشاركات الشائعة